حقائق عن سلطنة عمان
إقرأ ماذا كتب الكاتب والسياسي محمد بن إبراهيم الشيباني الكويتي عن عمان في جريدة القبس الكويتية
كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :
عندما أقرأ في تاريخ العمانيين السياسي القديم والحديث لا أجد إلا هذه الحقائق:
تاريخ العمانيين زاخر بالعزة والكرامة والقوة، فالعمانيون طهروا الخليج العربي من
الوجود البرتغالي، من دون أن يستعينوا بقوى خارجية ــ على عكس الفرس في أهم
معاركهم ضد البرتغاليين إذ استعانوا بقوى خارجية! وذلك منذ ايام الإمام ناصر بن
مرشد اليعربي الذي وحد القبائل العربية تحت حكومة مركزية قوية الى عهد سيف
بن سلطان الذي طهرها تطهيرا كاملا.
والعمانيون وصلوا بسفنهم في القرن السابع عشر الى اميركا، وقبل مائة سنة الى
سواحل الصين الجنوبية، وفي مدة سبعة اشهر قطعوا 7000 ميل، وأعادوا التجربة
بالسفينة نفسها قبل سنتين وساروا بها في الطريق نفسها واستقبلهم الصينيون استقبالا
رسميا عند وصولهم.
العمانيون لم يستعينوا بأحد عندما واجههم الإعصار، ولم يقبلوا بأي مساعدة من احد
حتى سماهم أحد السياسيين بدولة «الحياد الإيجابي»!
والعمانيون هم نموذج خليجي لا يتهاون في قضية المو اطن والمواطنة، ولا يعطي
الداخل عليه، ومن اي جنسية كان، كي لا يقوى عليه في وطنه.
والعمانيون لا يصرحون كثيرا ــ كما نصرح ــ في القضايا الاقتصادية والسياسية
والاجتماعية والثقافية إلا بالذي يقدرون عليه وسيطبقونه حقيقة على ارض الواقع!
السارق عندهم، ولاسيما المال العام، خائن عقابه شديد، يعتبر المعتبر به، ويحسب
له ألف حساب قبل ان يفعل ما يسيء الى الدولة وحقوق المواطن.
يأتيهم الناس من كل بلد للعيش معهم، ولكن الوافد يحسب ألف حساب للنظام والقانون.
والعمانيون لا يعملون في الخارج إلا القليل منهم وبنسبة لا تعتبر.
الدولة هناك ترفع رأس م واطنيها في الداخل والخارج. حادثة وقعت أمام من أثق به
وقصها لي منذ سنوات، في أحد المنافذ الخليجية البرية، فيقول: صاح رجل الأمن
بأسماء اصحاب الجوازات فكان يرمي على كل واحد جوازه فجاء دور العماني،
ورمى جوازه إليه فسقط على الارض، فصاح ذلك العماني صيحة قوية جعلت
الناس يلتفتون إليه وهو يقول: شعار السلطان يقع على الارض والله لا أرفعه
حتى تأتي انت (رجل الأمن) وترفعه وتعتذر عن فعلتك وطريقتك في التعامل
مع البشر. ودار جدال طويل وشديد أراد رجل الأمن أن يستعرض قوته إلا أن
اصرار العماني خوّفه وأرعبه، فتدخل المسؤولون هناك وأرادوا الاعتذار، ولكن
الأمر تعدى الحدود الى فوق حتى أمر بنقل ذلك الرجل من مكانه!
أقول وأشدد في موضوعي هذا عن العماني ودولته، وكيف هي اليوم، وأوازن
ذلك بحكومتنا اليوم، ماذا تستنتج؟ ستجد مهانة وظلما وسلب حقوق وعدم تقدير
وتراخيا في القانون والتشديد عليه، بل لا قيمة للكويتي في دول أشبعتهم الكويت
بالعطايا!
متى يا ترى يشعر المواطن الكويتي أنه في كرامة وعزة في بلده وفي ظل حكومة
لا تذله باستمرار ك ي يصعد عليه غيره وفي كل مكان؟! والله المستعان.
عمان المذاهب
د. عبدالله القتم
صحيفة القبس الكويتية
19 نوفمبر 2008
عُمان المذاهب
عندما أزور مسقط يأتي ثلاثة اصدقاء لاستقبالي في مطارها، وهؤلاء الثلاثة من
ثلاثة مذاهب اسلامية، سني وشيعي وإباضي، واجدهم على خير ما يرام من الانسجام
والالفة والمحبة، لا ينبذ احدهم الآخر بشيء، ولا ينظر احدهم إلى الآخر نظرة
دونية، فهم جميعا اخوة متعاونون ومتحابون، أمضي وقتي هناك اتنقل من منزل إلى
آخر، على اختلاف مذاهبهم.
سياسة جلالة السلطان قابوس بن سعيد سحبت البساط من تحت ارجل المتعصبين
والطائفيين، فلا تسمع صوتا نشازا يضرب على وتر الطائفية والتعصب، لكل مذهب
مكانة في الدولة، ولكل اتباع مذهب مكان في بناء الدولة، لذا نبذ الشعب العماني
بمعظمه التعصب والتطرف.
وعلى الرغم من وجود القبائل والطوائف في سلطنة عمان فان الكفاءة سيدة المواقف،
ولا يعني ذلك عدم وجود وساطات، ولكنها قليلة جدا، فالكفاءة شرط أساسي في
المناصب القيادية، او التوظيف، لذا يعمل معظم العمانيين في القطاع الخاص، حوالي
80%، وتسير جميع الأمور في البلاد بكفاءة ابنائها.
ذهبت إلى احد مساجد الاباضية للصلاة، فما سألني احدهم عن مذهبي، ولم ينظر إلي
احد بشكل غريب، فصليت في مساجد السنة والشيعة والإباضية، وعندما سألت احد
الاصدقاء الشيعة عن الصلاة في مساجدهم، اخبرني بأن مساجد الشيعة مفتوحة لكل
المذاهب، ومساجد السنة ايضا، وكذلك مساجد الاباضية، لا نفرق بين اصحاب المذاهب،
فكلهم يتوجهون إلى قبلة واحدة، وخلف إمام واحد.
المذهب الرسمي في السلطنة هو المذهب الإباضي، ومفتي السلطنة هو الشيخ أحمد
الخليلي، وهو رجل متفتح، يأخذ من جميع المذاهب، ويستشير علماء المذاهب الأخرى،
ولا ينزوي بمذهبه عن المذاهب الأخرى، ولا يستصغر شأن المذاهب الأخرى مستقويا
بسلطة الدولة، فكل العمانيين يعبدون الله، كل حسب مذهبه، وبما هو مقتنع به.
لماذا لا تقتدي دول مجلس التعاون الخليجي بسياسة السلطنة في تآلف المذاهب
الإسلامية، بدلا من الصراع والتشويه اللذين يعتريان مسيرتنا، وكأن المذاهب
الاخرى جاءت من كوكب آخر، ويستغل بعض المتعصبين مذهب الاكثرية
لافتراس مذهب الاقلية، ويتعمد البعض الحط من قيمة الطرف الآخر!!
سياسة السلطان قابوس بن سعيد اثمرت توحيد العمانيين، وظهر ذلك جليا
في الازمة التي مرت بها السلطنة عندما ضربها اعصار غونو، فكانت
وحدة الشعب مثار اعجاب العالم، وتعاونوا على البر والتقوى، فلم يسأل الجار
عن مذهب جاره، وانهالت المساعدات من جميع العمانيين الى المتضررين من
دون ان يسأل احد عن مذهب هذا او ذاك. فكانت سياسة السلطنة صهر جميع
المواطنين في بوتقة واحدة، كل يقدم خبرته وكفاءته، رائدهم رفعة بلادهم
وازدهارها، لا ان يقدم المذهب الذي ينتمي إليه، ويضرب على وتر الطائفية!!