قصة " مـــوت العــيد "/للقاصة: شروق المكتومية

في يوم صحينا باكراً ... وقد رأينا الاختلاف ... اختلاف في الوقت... اختلاف في الجو ... اختلاف ملامح البيت ... اختلاف في الرائحة ...
كانت رائحة الطيب قد انتشرت في منزلنا الصغير ... الذي لمه حبنا ومودتنا لبعضنا .. رأينا الاختلاف في الجو...
حيث الهدوء التام والسكينة التي غطت أرجاء تلك القرية الصغيرة ...
ولا نسمع سوى تهليلات وتكبيرات
تأخذ الإنسان إلى عالم آخر ...
هدوء قد عم على البلاد كما لو كانت حمامة السلام والأمان
هبطت ومسحت بجناحِيها ذوالريش الناعم على وجه هذه الأرض
كي تعيده إلى روحه الحقيقية ...
فجأة وبعد برهةٍ من الوقت ...
نسمع ضحكات وابتسامات وأصوات أطفالٍ تعالت ...
انه العيد ... هَلَّ علينا بأجمل طلةٍ ليبهج كل إنسان يائس ..
هَلَّ لكل الناس بحلةٍ جديدة ... فجمّل عيدنا اختلاف آخر... حيث انه صار لي أخٌ جميل قد زين لنا المنزل بشيء من الفرح ممزوجاً بالشقاوة الطفولية ...كان أينما حل عمت الفرحة من جمال طفولته البريئة... كان غير كل الأطفال .. لدرجة سمي بمحبوب الكل ... كما أن السحب كانت قد غطت سماء أرضنا والجو غائم ومنظر مذهل يتساقط الرذاذ بين ردهةٍ وأخرى.. كنا نعيش فرحتنا في هذا العيد انه مختلف كل الاختلاف عن بقية الأعياد لكثرة متعته ... لكن للأسف ... قد حطم قلبي ... قد مُزق تمزق الأوراق ... ورُمي على الأرض مشتتاً هنا وهناك ... بسبب حادثة لم تُنسى أبداً مهما حصل ولن تُنسى ... لقد كانت وما زالت محفورةً في أذهان الجميع ... ذكرى حُفرت بسكّينة الفراق ... قد أتحدث عن الجميع ... لكن ماذا عني أنا ؟!! لم لا أتحدث عن نفسي ؟!! ماذا حصل لي ؟!! ... كيف سأبدأ وكيف سأنتهي ؟!.. كيف سأنسى وكيف أخفي جرحي ؟!.. في العيد؟! أجمل أيام العمر ؟! أروع ليالي الأطفال ؟! .. لم يكن عيد ... بل كان حلم .. وليته كان حلماً ... لقد كان حقيقة .. لقد كان واقعياً .. بل كان الحقيقة التي جسدت الواقع ... ذهبنا لكي نستمتع ... ورجعنا لكي ننثر الثلوج البيضاء على تلك البراءة القزحية ... رجعنا لكي نكفن ... ذهبنا ونحن نضحك ... ورجعنا ونحن نبكي ... في السيارة التي لمتنا كنا نترحل ... فجأة !.... فجأة جاء وحش قادم ولم ينتبه ... يذهب يميناً ويساراً ولا يرى أمامه ... شابٌ متهور .. شابٌ لم يفكر... سيارته تذهب يميناً وشمالاً ، لم ينتبه إلى مايفعله .. حاول أبي السيطرة على الموقف وأنا يداي في قبضة أخي وبقوة ... حاولت جاهدة ... حاولت باذلة وبكل قوتي كي لا تفلت وتبتعد يداي عنه ... نادتني أمي كبرق صعق من خوفه الدامس الذي اخترق قلبها الحنون على ابنها الصغير ... حاولت أن أعطيها إياه .. كنت أصرخ واصرخ الجميع يتحرك بشدة وما زالت السيارة في تهور ... فدارت السيارة وبقوة شديدة ... حاولت الإمساك به لكن ماذا حدث ؟؟..
طارت جثة أخي الصغير إلى الأعلى ... وسقطت أشلائه مشتتة هنا وهناك ... كان كالعقد عندما ينقطع الخيط فتتفارق اللآلىء ملاقية حريتها ... هكذا كانت بقايا أخي الصغير ... وأيضا لم نكتفي بذلك ،لقد سلمت أمانة ذلك الشاب إلى الخالق البارئ ... استهتر وأخيرا لقي نهايته ..لقد دمر نفسه بيديه ودمرنا معه... أخذ أخي مني .. رحل في وقت مبكر ... لقد سافر إلى السماء البعيدة في وقت مبكر ... بعدما سطع كنجمةٍ زينت سماءنا المضلمة ... بعدما نال رضا ومحبة الجميع ... ذهب إلى عوالم أخرى ... ياليتني لو كنت أستطيع الذهاب معه ... ياليتني لو ذهبت أنا بدلاً منه ... وحيدي ذهب ... أخي رحل ... رحل بعدما زرع الورد بيديه الصغيرتين وجمّل لنا هذا الكون الصغير ...
رحل ولم يتبقى في القلب إلا ذكريات .. وحنين ... وأشواق لعلي ألقاه في الدار الآخرة
[/b]


[b]بقلم : شروق المكتوميه

قصيدة روووعه اختي ... تسلمي ....


تقبلي مروري

انامل لاتتوقف عن الابداع
واقلام تبحرف في بحر الكلام
لتستخرج لؤلؤا ثمين
وتصنع به عقدا جميل..
اشكرك أختي على هذه القصة المؤثرة والجميلة..
واصلي سعيك وسوف تصلين الى اهدافك..
ملاحظة:
لو تنقلي هالقصة الى منتديات اخرى
تقبلي مروري