عندما تناثرت الاشياء يوم ... يومان ...ثلاثة ... اسبوع كامل مر وانا اذهب كل يوم الى المكتبة محاولة ان اعيد الى روحي هدوءها الذي فقدته منذ ان حدث ذلك الامر ,,,, اذرع غرفتي جيئه وذهابآ هائمة وجهي اشعر ان شيئا ما بداخلي قد تبعثر ... احاول عبثا ان اعطي نفس اعذارا فترتد هذه الاخيرة خجلا من تصرفي ... مشتتة الذهن اقرأ دروسي .. يرفض عقلي التفكير في شيء الا......
اجلس وراء نافذتي اترقب الطريق علني المحها تمر بشارعنا .... تتكاثف انفاسي على زجاج النافذة فتبدوا لي صورة العالم مبهمة لا استطيع تمييز اي شيء منها رغم ان ضوء الشمس يملأ الدنيا... تضيق نفسي ذرعا بذلك المنظر فأسرع لأمسح البخار الذي كونته أنفاسي على الزجاج وأتذكر كم كنت أنانية في ذلك اليوم ....
أتذكر ما حدث معي مساء ذات اليوم عندما تسبب عطل بسيط في اسلاك الكهرباء بأنقطاع التيار الكهربائي لعدة دقائق فقط فغرق البيت في ظلام دامس ولم أعد أرى شيئأ حولي ... يومها طلبت أمي مني أن أحضر شمعة نستنير بشعلتها الصغيرة المتقدة أتذكر كم كان طريقي صعب حتى وصلت الى الشمعة وكم مرة تعثرت وكدت أقع على الارض ... كم كانت كثيرة هي الاشياء التي اصطدمت بها فتناثرت على الارض .... اذ كانت ثواني قليلة من الظلام جعلتني أحول كل ما يحيط بي الى فوضى عارمة لم أتبين حقيقتها حتى عادت الكهرباء لتمنح المصابيح الكهربائية حياة جديدة فماهو شعور من يقضي حياته في هذا الظلام ؟!!!!!.. ألم يكن من الاجدى أن أكون أنا هي التي تعتذر عما حدث ؟!!... في ذلك اليوم كنت أهم بالخروج من المكتبة حاملة أغراضي التي أشتريتها استعداداً لبدء العام الدراسي الجديد عندما فاجأتني صدمة عنيفة من خلفي كادت تطرحني أرضاً بينما تبعثرت أشيائي في أرجاء أرض المكتبة كما لو كانت حبات سبحة أنفرط عقدها فتقافزت متناثره بعد أن نالت حريتها من الخيط الذي كان يسجنها معاً لمدة طويلة ... لم أستطع منع بركان الغضب الذي تفجر في داخلي وأنا أرى دفاتري تسبح على الارض وأقلامي تتدحرج متفرقة هنا وهناك ... ألتفت وصرخت في وجهها جملة واحدة تسببت بكل ما أنا فيه ...
ـ ماذا أصابك ألا ترين ؟..
تجمدت في مكاني عندما تأملت وجهها المرتبك وعينيها الواسعتين اللتين تحدقان في نقطة ُُُُ ُ ثابته وشفتيها المرتجفتين والعصا الطويلة المنتهيه الى يديها التي تقبض عليها بقوه ...ساد المكان صمت صاخب ...
لحظات قليلة ثم تحركت تلك الشفاه مفرجة عن كلمات قليلة تمنيت بعدها لو أنني أنطوي أوراق أحد تلك الدفاتر الملقاة على الارض ....
أنا آسفة حقا لم أكن أقصد .... فأنا فعلا لا أرى...
" شروق المكتوميه "